ثناء على كتاب «أشهر ٥٠ خرافة في علم النفس»
تُكتسب المعرفة الحقيقية بمشقة، ويبين لنا هذا الكتاب القيِّم الذي طُرح في الوقت المناسب أن دحض الأكاذيب ليس مهمة سهلة. يكشف الكتاب زيف جميع معتقدات العلوم الزائفة شديدة الانتشار، ويقيم الأدلة على كذب مجموعة متنوعة من الخرافات التي يبدو وكأنها يجب أن تكون صحيحة، ويفسر أسباب سقوط الناس فريسة لمثل هذه الأكاذيب، وينتهي ببعض الحقائق المثيرة عن العقل والسلوك توضح أن الحقيقة يمكن أن تكون عجيبة كالخيال تمامًا. هذه الخرافات الخمسون لن تختفي عند نشر هذا الكتاب، لكنَّ هؤلاء الذين سيقرءونه سيستمتعون بالقدرة على إخبار غيرهم — وغيرهم كثيرون — بالحقيقة وتصحيح معتقداتهم.
كنا بحاجة إلى تلك الخلاصة الوافية منذ فترة. فهذه المعلومات الخاطئة والأفكار المنتشرة (والخاطئة في الوقت نفسه) عن علم النفس قد فُضحت في مطبوعات منفردة، لكن لم تجمع قط مراجعات نقدية لتك الخرافات في مكان واحد من قبل. والخرافات التي اختارها هؤلاء المؤلفون هي في الواقع خرافات شهيرة؛ فهي الخرافات نفسها التي يواجهها معلمو علم النفس كل يوم. فالكتاب مصدر رائع لكل من الطالب والمعلم. والمراجعات النقدية دقيقة ومكتوبة على نحو جيد. وإني على ثقة من أن نسختي من الكتاب سوف يطوى كثير من صفحاتها للرجوع إليها في غضون ستة أشهر.
كتاب يمحو الخرافات، كانت هناك حاجة ماسة إليه لطلاب علم النفس والعاملين فيه. يذكرنا ذلك الكتاب الأخاذ بأن تطبيق المنهج العلمي على الممارسة اليومية لعلم النفس ليس جديرًا بالاهتمام فقط، بل ممتع أيضًا.
نظرًا لأنني أستخدم ١٠٪ من قدراتي الذهنية، فقد اضطررت إلى أن أعزف موسيقى موتسارت وقت قراءة هذا الكتاب، ثم اضطررت إلى الخضوع للتنويم المغناطيسي لكي أتذكره بسبب صدمات الطفولة المكبوتة التي تتسرب بين الحين والآخر من خلال تجارب الخروج من الجسد والحاسة السادسة. إذا كنت تصدق أيًّا مما سبق، فأنت بحاجة إلى قراءة هذا الكتاب مرتين إذا كانت معلومات محو الخرافات تؤدي بك إلى قمع ذاكرتك.
هل حقًّا يمثل علم النفس بديهيات في أغلبه؟ لكل من يعجب من ذلك، يقدم هذا الكتاب الرائع — الذي يرفض على نحو تفصيلي فعال ٥٠ من خرافات علم النفس الشعبي ويرفض في إيجاز ٢٥٠ خرافة أخرى — إجابات مُقْنِعَة. والكتاب يفعل أكثر من ذلك: فهو يعرض أمثلة رائعة على كيفية عمل العلم ودعمه التفكير النقدي. وسيكون هذا الكتاب الممتاز مصدرًا مهمًّا وقراءة ممتعة للمعلمين والطلاب والكتاب وأي شخص يريد أن يفكر على نحو أكثر ذكاءً.
أرى أن كل فصل من فصول الكتاب ممتاز، ومن وجهة نظر تعليمية، رائع أيضًا. فالطريقة التي يُعرض بها تاريخ الخرافات للمناقشة النقدية المتزنة لكل خرافة على حدة تعد إنجازًا عظيمًا. يشتهر سكوت ليلينفيلد بأسلوبه السهل في الكتابة، لكنه هو ومشاركيه في تأليف هذا الكتاب يرتقون إلى مستوى جديد أسمى. ويؤدي بنا هذا إلى كتاب لا يسهل على طلاب علم النفس بالجامعات وحدهم فهمه، لا سيما طلاب السنة الأولى، بل على عوام القراء أيضًا.