تصدير
هذه فصول مترجمة من كتاب العلامة المستشرق «دوزي» وقد آثرنا نقلها إلى العربية لتبيان وجهة تفكير عالم أوروبي كبير، وهي — وإن خالفت آراءنا أحيانًا في بعض مناحيها — جديرة أن تُقرأ بعناية فائقة، فليس كل ما لا نرضاه من الآراء خليقًا بالطرح والإهمال.
وإذا كان العلامة فخر الدين الرازي يقول في مقدمته لشرح «الإشارات» لابن سينا: «إن التقرير غير الرد، والتفسير غير النقد.»
فما أجدرنا أن نقول بدورنا: «والترجمة أيضًا غير النقد.»
لهذا اقتصرت على نقل آراء ذلك المستشرق بلا مناقشة أو تعليق إلا ما يقتضيه المقام من توضيح لما أعتقد أن أكثر القراء في حاجة إليه.
•••
على أنني لم أكد أنشر الفصل الأول من هذا الكتاب في «ديوان ابن زيدون» حتى نال من استحسان القراء أكثر مما كنت أقدره له.
وقد وعدت بإظهار هذا القسم كاملًا بعد أن أُنجِز شرح «ديوان ابن زيدون» ثم منعتني عوادي الزمن ومشاغله عن إنجاز هذا الوعد، ثم تغلبت العزيمة على التردد والتسويف. ورأيت أن أفي ببعض ما وعدت به القراء، فأنجزت ترجمة هذا الكتاب وكلي أمل في أن ألحقه بالكتاب الثاني الذي وعدت به القراء وهو: «ابن زيدون: أدبه وعصره». فإذا انتهيت منه شرعت في إظهار «ديوان ابن حمديس». وأنا أستمد من الله العون على إنجاز هذا الوعد، وأستلهمه الرشد والسَّداد.