ترجمة حضرة الشاب الأديب الأستاذ أميل أفندي زيدان
وهو شاب في مبتدأ الحياة ولد في مصر في ٢٢ يوليو سنة ١٨٩٣م، وتلقى علومه الابتدائية والثانوية في مدارس الفرير، فحاز شهادة الدراسة الثانوية قبل أن يبلغ الخامسة عشرة من عمره، ثم رحل إلى كلية الأمريكان في بيروت، فدرس العلوم والفنون ونال درجة بكالوريوس علوم بعد درس أربع سنوات.
ثم رجع إلى مصر في صيف سنة ١٩١٢، ورحل منها برفقة والده إلى فرنسا وإنكلترا وسويسرا لتكملة علمه بتفقد المتاحف والمعاهد العلمية، ثم رجع إلى مصر وأخذ في درس الحقوق ومساعدة والده في تحرير الهلال متمرنًا على يديه ومتشربًا روحه وتعاليمه، فتهيأ إلى العمل المجيد الذي أعده له والده.
وشمر عن ساعد الجد والاجتهاد فأوسع أبواب الهلال، وأتقن طبعه واستحضر له خصيصًا أحدث المطابع الأوربية فأقبل الكثير من مريدي وعشاق المطالعة على اقتناء أعداده وتجليدها سنويًّا لتحفظ ضمن مكاتبهم، ولم يكتف هذا الشاب النشط بهذا العمل مع اتساع نطاقه حتى استصدر رخصة لإصدار مجلة مصورة أسبوعية أسماها «المصور» باشتراكه مع حضرة شقيقه الأديب شكري أفندي زيدان فما كاد يظهر العدد الأول منه حتى قوبل من الجمهور المصري بنوع خاص بشغف عظيم، وإقبال فائق لما حواه المصور المذكور من المواضيع الأدبية والفنية والفكاهية ومستحدثات الصور في الشرق والغرب، وقد نال مع حداثة ظهوره أعظم مكانة صحافية في عواصم البلاد، وترى حضرة صاحب هذه الترجمة مكبًّا على العمل يواصل ليله بنهاره بهمة لا تعرف الملل، وعزيمة لا يعتورها كلل ومع كثرة أعماله هذه تراه يقابل زائريه بكل ترحاب وإكرام، ويأخذ في مؤانستهم فيخرجون معجبين بعظيم تربيته وواسع خبرته، وحسن كفاءته الصحافية ومقدرته على احتمال الصعاب في سبيل إنهاض الشرق بما يأتيه من شتات المواضيع الأدبية والعلمية والفنية والتاريخية، أكثر الله من أمثاله لرفع لواء العلم في ربوع البلاد ولا أحرم الناس من نفحات قلمه الفياض، إنه سميع مجيب.