ترجمة الطبيب الماهر الدكتور حامد أفندي عليش
كلمة وجيزة للمؤرخ
تفخر مصر كما يسر المؤرخ من تدوين صفحة بيضاء لتاريخ شاب من زهرة شبابها، وعامل مُجِدٍّ في سبيل خدمتها وخدمة المجموع الإنساني، وإن القارئ الكريم ليغتبط سرورًا ويتيه جزلًا وحبورًا من جهاد المجاهدين في سبيل المنفعة لخير البلاد وفائدة العباد.
فمن شباب مصر الناهض هذا الأديب الفاضل، الذي حاز مع حداثة سنه شهرة وثقة بين عملائه ورؤسائه قل أن يحوزها غيره.
مولده ونشأته
وقد يكون مرجع الفضل في نجاحه، وحسن تربيته، لفضيلة والده الشيخ الجليل أحمد عبد الله عليش المشهور بسعة المدارك والعلم الغزير، والتقوى، والورع، وأيضًا لذكائه الفطري، وانكبابه على العلم المقرون بالعمل الذي عاد عليه بالنجاح التام.
وترى صاحب الترجمة مكبًّا على العمل في أكثر أوقاته منقبًا على الأبحاث الطبية والاكتشافات الهامة، وقد وهبه الحق تعالى جمال الخلق والخلق والشفقة على البؤساء، الذين يقصدون عيادته فتراه يكفكف دموع آلامهم بدماثة أخلاقه وطلاوة أحاديثه وحسن أدبه، فتراهم وهم منصرفون إلى منازلهم يلهجون بحسن صنيعه وجمال صفاته؛ ولأنه والحق يقال مثال ناطق للمروءة والفضل.
أدامه الله لنفع البلاد وأكثر من أمثاله النجباء.