ترجمة حضرة صاحب العزة العامل المجد والوطني الغيور محمد بك هلال
كلمة للمؤرخ
من رجال الأمة المعدودين الذين نالوا قسطًا وافرًا من علو الكعب في الشؤون العلمية، والإدارية، والزراعية، والوطنية الصادقة، هذا الشهم الغيور الذي نسطر بعض أعماله الغراء ومآثره الفيحاء في هذا الكتاب سائلين الحق تعالى أن يكثر من أمثاله العاملين المجاهدين في سبيل خدمة البلاد، وإن مصر العزيزة لتفخر بأبنائها الذين يعملون لرفع لواء مجدها أمثاله.
مولده ونشأته
ونظرًا لعلو مركزه بين قومه وعشيرته انتخب عمدة لبلده ١٩٠٧م فتجلت مواهبه وسطع ذكاؤه وبفضل تلك الكفاءة الشخصية استطاع أن يحفظ الأمن العام والسهر على ما فيه المصلحة العامة، وأضحى عهده مضرب المثل في الرخاء والإصلاح والارتقاء في الشؤون الزراعية، والصناعية، والعلمية، مما جعل البلدة ترفل في بحبوحة من الهناء، وجوزي بالأنعام عليه بالرتبة الثالثة في ٤ جمادى سنة ١٣٥٩؛ تقديرًا لهمته، واستقال من العمودية سنة ١٩٢١؛ ليتفرغ إلى ما هو أهم، لا سيما في الأعمال الخيرية التي لا تدخل تحت حصر، وأيضًا في مساعدة الوفد المصري من وقت لآخر فاستحق تقدير الوطن له، ومما هو جدير بالذكر أنه دعا الوفد المصري في شهر أكتوبر سنة ١٩٢٣م بميت غمر، وأقام معالم الزينة ومد الموائد للفقراء مدة ثلاثة أيام متوالية، فتوافد إليه كل سري وعظيم فكان يقابلهم بما عهد فيه من رقة ولطف وكرم، وقد قام في وسطهم مبينًا وجوب بذل ما يمكن من المساعدة لخدمة القضية المصرية، وتعضيد الوفد والالتفاف حوله فجمع مالًا وفيرًا، وقدمه للوفد فحاز شكر وثناء حضرات أعضائه الكرام.
ولحضرة صاحب الترجمة قصر فخم أقامه بناحية منشية هلال بمحطة سنفا دقهلية، فضلَّ الإقامة فيه طلبًا للعزلة والراحة من عناء مجهوداته الكثيرة.
صفاته
كثير الاهتمام بشؤون بلاده وما يعود عليها من الخير، سباق لعمل الخير وإغاثة الملهوف وتخفيف كرب البؤساء ومساعدة الفقراء، شديد المحبة والاحترام والإخلاص لهيئة العلماء، وهو على جانب عظيم من الفطنة والذكاء ودماثة الأخلاق، فحبذا لو اقتدى بمثله كل فرد من أبناء الأمة.