ترجمة حضرة الوجيه الفاضل زكي أفندي وهبي
كلمة للمؤرخ
إذا شاء الفخر أن يذكر في موضعه، والإقدام في مركزه، والنجابة في شخصها، والشهامة في إنسانها، فلا تجد إلا في أمثال حضرة المترجم له، بل وإذا عدت بيوتات المجد والشرف لكانت عائلته في مقدمتها.
مولده ونشأته
ولد صاحب الترجمة عام ١٨٩٠ ميلادية في نزلة حنا حنا، وهي التي سميت باسم مؤسسها الأول طيب الذكر المرحوم حنا حنا الذي استوطنها من مضي ثمانين عامًا، وخاله هو المرحوم فقيد الجد والنشاط وهبه أفندي عبد الشهيد الذي عرف بين قومه بالفضل، وكرم الأخلاق، والتقوى، والصلاح، والميل الكلي لمحض عمل الخير.
حياته العملية
تربى حضرة المترجم له تربية عالية، وأدخل المدارس الابتدائية والعالية، فحاز شهاداتها وأدخل بعد تحصله على شهادة البكالوريا قسم أدبي مدرسة الزراعة العليا، فنال منها شهادة الدبلوم العليا وأبت نفسه الطموحة إلى الرفعة والمعالي الاندماج في سلك وظائف الحكومة المحددة، بل استخدم فطنته وذكاءه فيما يفيد الهيئة الاجتماعية ونفسه، فشمر عن ساعد الجد وأخذ يباشر زراعة أطيانه الواسعة مستعينًا بالمعلومات الكافية والتجارب العديدة التي شاهدها في سني الدراسة وبعدها، فنمت وزهت وأثمرت وزادت أضعافًا عما كانت عليه قبل أن يستلم زمامها ويدير حركتها، وذلك بفضل عزيمته الماضية وغزارة مادة معلوماته في الشؤون الزراعية وكذا يرجع الفضل في ذلك أيضًا إلى حسن معاشرته، ورقة حديثه ولطف أخلاقه، وكمال خلقه الأمر الذي جعله محبوبًا كثيرًا من عموم سكان هذه البلدة، كما أنه محترم الجانب عند كل عارفيه.
وإن المستقبل لكفيل بمستقبل زاهر لهذا الشبل وشأن هام بين رجال مصر العاملين لخيرها وفائدتها، لما نراه فيه من الهمة والإقدام والرجولية الصحيحة مما نبشر الهيئة الاجتماعية عامة به.
صفاته وأخلاقه
مثال اللطف، والدعة، وعلو النفس، يميل بفطرته إلى المساعدات الخيرية لمحض عمل الخير المجرد من حب الفخفخة والظهور، رحومًا على الفقراء محبًّا لتعضيد كل مشروع حيوي مفيد يعود على وطنه وأبنائه بالنفع الجزيل، أطال الله في حياته وأكثر من أمثاله بين شباب مصر الناهض.