ترجمة حضرة صاحب العزة أحمد إحسان بك
كلمة المؤرخ
يكفيه فخرًا ورفعة أن يكون نجلًا لذاك البطل العظيم والقائد الحكيم المرحوم الفريق راشد حسني باشا، ويكفي القارئ الكريم للإدلال على سمو أخلاقه أن يكون والده ومربيه، والغارس في نفسه بذور الجد والإقدام والشهامة ولا غرابة ولا عجب أن يكون هذا الشبل من ذاك الأسد، فقد شب هذا الشهم على منوال المرحوم والده في الأدب والكمال والاستقامة، ولم تغره تلك الأموال الموروثة له عن والديه الكريمين، فتنزل به إلى طرق باب الفساد، بل بالعكس زادته تمسكًا بأهداب الأدب الصحيح والاستقامة التامة.
مولده ومنشأة
ولد حضرة صاحب الترجمة عام ١٨٨٨ وتربى في أحضان والديه الفاضلين، فاغترف منهما كئوس الأدب والفضل والجد والميل للعمل والبعد عن اللعب واللهو، فشب متطبعًا بهذه الصفات العالية والخصال النادرة، ودخل المدارس وقلبه يطفح سرورًا وغبطة فرضع لبان علومها، وكان فيها مثال الذكاء والجد ومضرب المثل بين أقرانه محبوبًا لدى جميع عارفي وداعته وأدبه وكرم أخلاقه.
صفاته وأخلاقه
ويمتاز صاحب العزة أحمد إحسان بك بين أولاد الأعيان بعدم الظهور، والبعد عن سفاسف الأمور متتبعًا في ذلك الخطة المثلى والحياة السعيدة التي سلكها ساكن الجنان المرحوم والده أيام حياته، وهو مشهور باللطف والدعة وبشاشة الوجه وبمساعدة البؤساء وسد حاجة الفقراء.
ومرجع الفضل في سمو أدبه وفضله ونبله إلى ذاك المربي العظيم والقائد الكبير المرحوم والده الجليل.
أدامه المولى وأبقاه وأكثر من أمثاله النجباء.