ترجمة حضرة صاحب العزة الإداري الحازم أحمد بك صديق
مقدمة للمؤرخ
مولده ونشأته
ولد المترجم له بالقاهرة في ١٧ نوفمبر سنة ١٨٨٧ من عائلة شريفة المحتد عريقة في المجد، فوالده هو حضرة علي بك صديق وكيل محافظة مصر سابقًا، وجده لأبيه البكباشي أحمد بك صدقي بكير، رباه والده على الفضيلة والأدب فأدخله مدرسة الناصرية فحصل منها على علومها الابتدائية حتى نال شهادتها، ومن ثم أدخل المدرسة الخديوية بدرب الجماميز، وأبت نفسه العالية وتربيته الصحيحة القويمة القعود عند هذا الحد، فطلب المزيد من العلوم العالية فأدخل مدرسة الحقوق الملكية، وأخذ يواصل ليله بنهاره مكدًّا مجدًّا حتى فاز بأمنيته ونال شهادة الليسانس، وعقب نواله هذه الشهادة أوفدته وزارة الداخلية المصرية إلى إنجلترا وألمانيا لدرس أنظمة الإدارة والبوليس في هاتين المملكتين المشهورتين، فكان له ما أراد وعاد إلى الوطن العزيز محاطًا بالفخر والظفر عاملًا على خدمة البلاد بما أوتي من فطنة وذكاء.
خدماته الحكومية
وبفضل النزاهة المكتسبة من تربيته الأولية وميله الكلي لبث روح العلم الصحيح، وما حازه من آداب الغربيين فقد أراد نفع بلاده وحكومته بهذه المعلومات والأخلاق السامية، فعين مفتشًا بوزارة الداخلية، وما كاد يتولى هذا المنصب حتى شمر عن ساعد الجد والنشاط وكوفئ على هذه الكفاءة بتعيينه وكيلًا لمحافظة الثغر الإسكندري، وما لبث بها طويلًا حتى رقي مديرًا لمديرية الفيوم، ثم مديرًا لمديرية القليوبية، ثم مديرًا لمديرية الجيزة، ثم نقل مديرًا لمديرية قنا في ٨ أبريل سنة ١٩٢٥، ومن ثم نقل مديرًا لمديرية جرجا، وهو المركز الذي يشغله الآن بهمته المشهودة، وقد أنعمت عليه الحكومة المصرية بنشان النيل كما أنعمت عليه الحكومة الإنجليزية بنشان الإمبراطورية الإنجليزية، وحاز الرتبة الثانية من الحكومة المصرية.
صفاته وأخلاقه
وهبه الله تعالى فوق مواهب الكفاءة والذكاء والجد والإقدام والشهامة مواهب الدعة واللطف، وكرم الأخلاق مع المروءة العالية والأدب الجم، والأخذ بناصر المظلوم، ومساعدة مهضوم الحقوق، وهو نزيه في كل أدوار حياته، أكثر الله من أمثاله الحازمين بين كبار رجال حكومتنا المصرية.