ترجمة حضرة صاحب العزة الشهم الإداري سيد بك فؤاد الخولي
كلمة للمؤرخ
مولده ونشأته
هو السيد فؤاد الخولي نجل سيد أحمد بك الخولي، ولد بناحية بسيرباي بمركز طنطا بمديرية الغربية عام ١٨٧٩م، وتربى التربية المنزلية العالية التي تتناسب مع قدر عائلته الشهيرة العريقة في الحسب والنسب، فأدخله والده الجليل مدرسة طنطا الأميرية فكان المثل الأعلى في الذكاء وحسن الأخلاق والاستقامة، ونال الشهادة الابتدائية ومن ثم دخل المدرسة الخديوية بالقاهرة.
وظل بها إلى أن أتم علومها، ومنها أدخل المدرسة الحربية فتضاعفت جهوده وبرز نشاطه ولبث بها إلى أن تخرج برتبة ضابط عام ١٨٩٦، والتحق بخدمة الجيش الذي كان زاحفًا وقتذاك على السودان، فاتسع أمامه ميدان الجهاد وأصبح قادرًا على خدمة مصر، وأبلى البلاء الحسن مما دعا رؤساءه إلى تقدير همته وكفاءته، فعين ضابطًا للبوليس بحكومة السودان، وصار يتنقل فيها من مركز إلى آخر حتى وصل إلى مركز «الكوه» على البحر الأبيض، ثم نقل إلى الخرطوم فمركز صودا، ثم رقي مأمورًا له، فمركز «الكيلي» على حدود الحبشة، ثم أعيد مأمورًا لمركز الخرطوم بحري، فكانت سيرته في عمله الحكومي آية من آيات الرشد والمنار، وما من مركز حل فيه إلا وترك أثرًا وحسن سمعة شهد بهما الخاص والعام.
صفاته وأخلاقه
رجل النزاهة والشهامة والإقدام، صريح في القول مخلص لوطنه ميال إلى عمل الخير، وديع الأخلاق أبي النفس على جانب كبير من الكفاءة الإدارية والأدب الجم؛ لذلك نراه ميالًا لمساعدة الأدباء وأهل العلم.