ترجمة رجل الشهامة والفضل صاحب السعادة أحمد باشا جاد الرب
كلمة وجيزة للمؤرخ
مولده ونشأته
ولد صاحب الترجمة ببلدة القوصية من أعمال مركز منفلوط بمديرية أسيوط حوالي سنة ١٣٠٣ﻫ، وهو ابن المرحوم محمد بك جاد الرب الذي كان مديرًا لمديرية المنيا ابن أحمد جلبي بن أحمد، ويرجع تاريخ هذه الأسرة الكريمة إلى زمن بعيد، ولما ترعرع دخل المدارس ومكث بها نحو الأربع سنوات، وخرج منها بعد أن تغذى بلبان العلم الصحيح وعرف كيف يخدم بلاده وأمته بما فيه خيرها وصلاحها، وبعد وفاة المرحوم والده عاد إلى بلده الذي تربى تحت سمائه وشرب من مائه، واشتغل بالزراعة التي هي مصدر سعادة البلاد وجد واجتهد في كل ما يعود بالفائدة العامة، فنمت ثروته وكثرت أراضيه الشاسعة حتى صار من أكبر العاملين في تعضيد الهيئة الاجتماعية، ومما يخلد لهذه العائلة المجيدة بالشكر والإعجاب أنها شيدت ثلاثة مساجد لم تزل قائمة إلى الآن، وتقام بها شعائر الدين الحنيف حافظة لأفراد هذه الأسرة الذكرى على مدى الدهور، وقد انتخب حضرة صاحب الترجمة عمدة لبلدة القوصية فكان عنوان الشهامة والحزم وحسن الإدارة كما انتخب عضوًا لمجلس النواب عن هذه الدائرة، وفي هذه الانتخابات الدليل الكافي على غزارة علمه وفضله وقد أنعم عليه برتبة البكوية سنة ١٩١٠، فصادف هذا الإنعام محله وصادف أهله لما لحضرة المنعم عليه من الوجاهة وعلو النفس، واحترامه من الجميع، وتفضل جلالة مليكنا المعظم فأنعم عليه برتبة الباشوية رفيعة الشأن جزاء عظيم إخلاصه، وعالي مروءته، وذلك في أكتوبر سنة ١٩٢٥.
صفاته وأخلاقه
وقد اشتهر صاحب الترجمة باللطف ولين الجانب ودماثة الأخلاق وتعضيد العلم وذويه والبر بالفقراء والمحتاجين.
أدامه الله وأبقاه وزاد من أمثاله الأكفاء.