ترجمة حضرة صاحب العزة السري المفضال إبراهيم بك الزهيري
مولده ونشأته
كان المرحوم إبراهيم بك الزهيري والد المترجم له عمدة لبلدة شرمساح مدة ٤٥ سنة، كان فيها مثال الجد والاستقامة يغير على مصلحة بلده مع حبه الشديد وتفانيه في العمل لراحة الأهالي، وتوفي رحمه الله تعالى في يوم الاثنين ٧ مايو سنة ١٨٩٧م.
ولد حضرة صاحب الترجمة ببلدة شرمساح مركز فارسكور بمديرية الدقهلية سنة ١٨٧٠م، فرضع الفضيلة منذ حداثته وتغذى بلبان الشهامة والمروءة والنخوة العربية والأريحية الشماء، فما بلغ السابعة حتى أدخله المرحوم والده مدرسة المنصورة الابتدائية، وظل بها خمس سنوات تعلم في أثنائها العلوم التي كانت تدرس فيها إذ ذاك، وكان من رفاقه وهو تلميذ حضرتا صاحبي العزة أحمد بك لطفي السيد مدير الجامعة المصرية وحسن بك صبري مفتش وزارة الأوقاف سابقًا والمحامي المشهور الآن.
ولما رأى والد المترجم له أنه محتاج لابنه لمباشرة أعماله الزراعية، وأشغاله التجارية أخرجه من المدرسة، ولولا ذلك لاستمر عاكفًا على تحصيل العلوم العالية، ومع كل ذلك فقد وهبه الرحمن عقلًا راجحًا وفكرًا سديدًا وذكاءًا فطريًّا، وقد ساعده كل ما أوتي من جد ونشاط على زيادة مورد تجارته في الأقطان والأرز، وقد حاز بفضل هذه المواهب السامية أطيانًا شاسعة وشاد قصرًا فخمًا على النيل وفتح أبوابه لكل قاصد ومحتاج، فذاع فضله في عموم مديرية الدقهلية، وخصوصًا مركز فارسكور فانتخبوه عضوًا لمجلس المديرية، فكان عضوًا عاملًا يعمل جهده لراحة أهالي مركزه، ونشر دور التعليم في جميع أنحاء المديرية مرتبطًا مع حضرات زملائه الأعضاء، متعاضدين متكاتفين إلى كل ما يعود على مديريتهم الزاهرة بالخير والإسعاد، ثم انتخب عضوًا في مجلس الشياخات عدة مرات متتابعة، وفي هذا أكبر دليل على تمام الثقة به.
ومن مآثره المشكورة وأعماله المبرورة تشييده مسجدًا فخمًا ببلدته عام ١٣٢٤ﻫ، وسماه مسجد «أولاد حامد» وقد وصل إلى مسامع سمو الخديوي السابق عباس حلمي باشا الثاني ما يأتيه حضرة صاحب الترجمة من جلائل الأعمال وخير المآثر، فأنعم عليه بالرتبة الثانية سنة ١٩٠٩م مكافأة له وتشجيعًا لغيره، كما أنعم عليه ساكن الجنان السلطان حسين كامل بنيشان النيل الزراعي سنة ١٩١٥، وأنعم عليه أيضًا برتبة البكوية من الدرجة الأولى سنة ١٩١٦م.
أعماله الخيرية
ومن أعماله الخيرية التي تنطق بعظيم فضله أنه أسس مكتبًا بجوار مدفن المرحوم والده، وهو الآن محتشد بالتلاميذ وينفق عليه بسخاء لا مزيد عليه، وإذا نحن عددنا الجمعيات والمشروعات الخيرية الأخرى لوجدنا حضرة المترجم له أول سباق لعمل الخير فيها، فضلًا عن أنه يخرج زكاة ماله سنويًّا، ويوزعها على الفقراء والمحتاجين، فرجل تتجلى فيه الشهامة والمروءة والتقوى والصلاح لجدير بأن تزين به وبأعماله جيد كتب التواريخ، وقد منَّ الله تعالى عليه فوق ثروته الواسعة بأنجال هم آية من آيات الذكاء والنجابة، جعلهم الله قرة عيني حضرة والدهم الجليل ووفقهم إلى نفع البلاد والعباد.
كفاءته الشخصية
ولكي يدرك القارئ الكريم جدارة صاحب الترجمة وكفاءته الشخصية أنه حاز الأغلبية الساحقة في الانتخابات البرلمانية، حيث زكاه أكثر من عشرين عضوًا ثلاثينيًّا عن دائرة الرزقة ولا شك أن أهل هذه الدائرة سعداء جدًّا لاختيارهم هذا الشهم الجليل نائبًا عنهم، وسوف تتحقق جميع آمالهم بفضل ما أوتي من علم وفضل وذكاء وإخلاص، وفقه الله تعالى إلى ما فيه إسعاد البلاد.
صفاته وأخلاقه
هو مثال الرجولية الصحيحة طيب القلب، سليم الضمير، كريم الأخلاق يتأثر من رؤية البؤساء جواد سباق إلى عمل الخير كي يرضي الله تعالى وضميره، متعه الله وألبسه ثوب الصحة والعافية وكافأه خيرًا جزاء أعماله المبرورة.