ترجمة حضرة صاحب العزة السري إبراهيم بك بهجت
كلمة للمؤرخ
مولده ونشأته
هو إبراهيم بهجت بك ابن المرحوم محمد أفندي بهجت بن عبد الله أفندي، سطعت أنوار مولده بمصر يوم ٢٩ مايو سنة ١٨٦٣، ولما ترعرع أحضر له المرحوم والده المعلمين الذين لقنوه من العلوم والمعارف ما جعله يعد رجلًا من خيرة الرجال، وقد بث فيه المرحوم والده من روحه الوطنية الصحيحة ما جعله يجود بنفسه في سبيل مصلحة بلاده، ولما رأى أن ثروة البلاد تتوقف على الزراعة؛ لأنها حاجة البلاد وينبوع حياتها فضل أن يعمل لخير بلاده من هذا الطريق؛ حتى يؤدي لأمه مصر ما هو واجب عليه، وفعلًا له ما يجعل القلم عاجزًا عن أن يفيه حقه من الشكر على تلك الجهود العظيمة، التي ارتكزت على خير أساس وعمت فوائدها على الناس.
أما النجل الثاني لحضرة صاحب الترجمة ألا وهو حضرة الأديب محمد أفندي أنور، فقد أرسله والده إلى بلاد الإنجليز حيث التحق بكلية واي الزراعية، وبعد أن أحرز الشهادات العالية عاد إلى مصر لمباشرة زراعة حضرة والده الواسعة، وأما باقي حضرات أنجاله المهذبين فطلبة بالمدارس السعيدية بمصر.
وقد كان حضرة صاحب الترجمة عضوًا مؤسسًا في لجنة الملجأ العباسي، والمدرسة الثانوية والمستوصف بطنطا، وأمينًا لصندوق الملجأ، فكان خير قطب تدور حوله رحى الأعمال الخيرية، وكان ولا يزال عضوًا بالجمعية الخيرية الإسلامية من عشرين سنة، وعضوًا بالجمعية الزراعية الملكية، وعضوًا بمجلس حسبي مديرية الغربية، ومجلس حسبي مركز طنطا أكثر من خمسة عشر عامًا إلى الآن وهو أيضًا عضو بلجنة وفد لوزان بمصر، ولجنة الوفد الرئيسية بطنطا، وقد اشترك في عدة مشاريع خيرية، وفي جمع الاكتتابات لحريق ميت غمر وإعانة حرب البلقان وطرابلس وغير ذلك من الأعمال التي تجل عن الحصر، وتخلد في بطون التاريخ بالفخر والإعجاب.
ولا يفوتنا أن نذكر بأن أكبر شاهد يعترف بقيمة هذا الرجل العظيم ما ناله من كثرة الأصوات عند انتخابه عضوًا بمجلس النواب الأول المنحل، وفي ذلك لعمر الحق ما يشهد بما له من المكانة السامية في قلوب مواطنيه.
صفاته
كريم السجايا عالي الهمة سباق إلى عمل الخير، ذو نفس كبيرة تأبى عليه إذاعة ما تعمل يداه، يقابل ذوي الحاجات بلطف غريزي فيه لا يشوبه أي تصنع، يغيث الملهوف، محب لوطنه، كريم لضيوفه وقاصديه، مخفف بلوى البؤساء.
فلا أحرم الله الكنانة من خدماته الجليلة.