المارد
«ولكني حين أتصور أو أتذكر ما فعلَته وما هي قادرة على فعله، أخاف. فلِومضة يضيء شيء في نفسي ويُطلِعني، في لمحة كالبرق، على ماردٍ هائلٍ خفيٍّ نمتلكه ونجهله، نحن هو ولكنه لا يخضع لطلبنا وإرادتنا؛ فأمره يتلقاه من الحياة مباشرة.»
هل حقًّا تسمح لنا الحياة للحظاتٍ أن نخرق قوانين الطبيعة، ونتمرد على بشريَّتنا، فنصنع المعجزات؟ تأخذنا قصة «المارد» إلى عالم المعجزات، لكنها ليست كمعجزات الخارقين، بل هي معجزات نستطيع أن نصنعها إن أردنا دُونما تردد، فقط القرار، قرارنا هو ما يضعها في حيِّز التنفيذ، لنواجه مصيرنا أمامها كشاهد أزلي على قدرتنا الخارقة، وعجزنا. في هذه المجموعة القصصية التي تُنشر لأول مرة، يتلمَّس الكاتب الكبير «يوسف إدريس» ما تحيكه النفس من أحاديث ذاتية ومشاعر داخلية تارة، ويصطدم معها تارة أخرى، ويجادلها كثيرًا، ليصنع حوارًا مُتقافزًا مُثيرًا.