فتح دارفور سنة ١٩١٦م ونبذة من تاريخ سلطانها علي دينار
عندما كانَتِ الأراضِي السودانيةُ تَتْبعُ الدولةَ المصرية، رفَضَ سلطانُ «دارفور» المُسمَّى ﺑ «علي دينار» أنْ يَدْفعَ الجِزيةَ السنويةَ لمِصر، كما تحالَفَ معَ أعداءِ الحُلفاءِ (تركيا وألمانيا والنمسا) في الحربِ العالَميةِ الأولى ضدَّ إنجلترا وحُلفائِها التي كانَتِ المملكةُ المِصريةُ أحدَهُم. ولمَّا كانَتْ مِصرُ آنَذاكَ واقعةً تحتَ سُلطةِ الاحتلالِ البريطانيِّ وتَقتسِمُ معَ إنجلترا السِّيادةَ على السودان، فقَدْ جَرَّدتْ حملةً عسكريةً عامَ ١٩١٦م ضدَّ السلطانِ دينار، كانَ أغلبُها مِنَ الضباطِ والجنودِ المِصريين، بالإضافةِ إلى مُشارَكةٍ بريطانيةٍ بسيطة. ويَستعرِضُ هذا الكتابُ تفاصيلَ تلك الحملةِ وخطَّ سَيْرِها والمَعاركَ التي خاضَتْها ببسالة، كما يُقدِّمُ نبذةً عَنِ السلطانِ دينار وحُكمِهِ الظالِمِ المُستبِد، فهوَ لَمْ يُدرِكْ مَسئوليتَه تجاهَ وطنِه؛ حيثُ غرِقَ في المَلذَّاتِ وأرهَقَ شعبَهُ بالضرائبِ والمَظالِم، فلمَّا سقَطَ لَمْ يَبكِهِ أحد؛ بل فرِحَ شعبُهُ بالخَلاصِ من حُكمِه.