قاف
-
القاهرة Le Caire: أسَّسَها القائد جوهر الصِّقِلِّي يوم ١٨ شعبان سنة ٣٥٨ﻫ/٩ يوليو سنة
٩٦٩م) في موضع شمال الفسطاط، حيث بنى الجامع الأزهر وحوله القصور والمساكن،
وجعل قصرًا فخمًا للمعز الفاطمي، مكانُه الآن بيت القاضي القديم، وبنى فيها
صلاح الدين الأيوبي قلعةَ الجبل في مكان كان يُسمَّى «قبة الهواء»، وجدَّد
سور المدينة، وهو أول مَن أباح للأجانب الإقامة بالقاهرة، والاتجار مع
أهلها.
وأصبحتِ القاهرةُ، بفضل وجود الجامع الأزهر، مَحَطَّ رحال الطلاب والعلماء من جميع الآفاق، وكانت وطنًا للعدد العديد من الفقهاء والعلماء والقرَّاء والأدباء والشعراء.
وبنى فيها على الجبل المقطمِ ابنُ يونس صاحب «الزيج الحاكمي»، مرصدًا فلكيًّا جليلًا، وفيها جماعة من آل البيت، وقرافتها عامرة بالمشاهد المأثورة والمزارات المبرورة؛ كمقام الإمام الشافعي، والإمام الليث، وطائفة من الصحابة والتابعين، رضوان الله عليهم أجمعين، وعدد لا يُحصَى من أهل العلم والفضل. وكانت القاهرةُ في عهد تأسيسها الجامعَ الأزهر وما حوله، وهي مساكن لجنود المعز الذين دخلوا مصر مع قائده جوهر الصقلي، ثم اتسعت حتى ابتلعت ضواحيها؛ فقد كانت «بولاق» جزيرة وسط البحر، وجامع «أولاد عنان» قرية تُعرَف باسم «أم دُنين»، و«الجامع الأقمر» ديرًا منفردًا كان يُسمَّى بدير العظام، و«جامع الشعراني» كان البستان «الكافوري»، و«الدمرداش» قرية اسمها «منية الأصبع»، و«العباسية» كانت تُسمَّى «الريدانية»، وخط «الخضيري» وما وراءه كانت قطائع ابن طولون.
- قَاليقُلا Thèodosiopolis: مدينة بأرمينية، فتحها المسلمون في عصر عمر بن الخطاب، وأطلالها الآن شرق مدينة «أرزن الروم» «أرضروم»، والنسبة إليها «قالي» يُنسب إليها أبو علي القالي صاحب «الأمالي» وهو من أمهات كتب الأدب واللغة.
- قَبْرَة: وقصبتها بيَّانة، كورة بالأندلس تتصل بأعمال قرطبة.
- قانُوب Canope: هي من المدن المصرية القديمة على مصبِّ فرع النيل المسمَّى باسمها، ومحلها الآن بلدة «أبو قير».
- قاشان: بلدة بالجبال شمال أصبهان، وقاسان أو كاشان بلدة فيما وراء النهر أيضًا.
-
القُدْس: مدينة المدن بفلسطين، وهي البلد المعلوم، والقبر الموهوم الذي من أجله
تصارَع الأخوان، فكأنهما وحشان، قرونًا وأجيالًا، حتى سالت دماؤهم أنهرًا
على تلك الأرض المقدَّسة، فشربتها شرب الهيم، ولم يُغْنِها دعاءُ إبراهيم
…!
سقطت في أيدي الصليبيين في ١٥ يوليو سنة ١٠٩٩، وأسسوا فيها مملكة استمرت حتى خلَّصها منهم صلاح الدين الأيوبي بعد معركة فاصلة في ٢ أكتوبر سنة ١١٨٧، وكان ذلك سبب الحرب الصليبية الثالثة.
وبقربها مدينة الخليل عليه السلام، والغار المقدس بمسجدها، وبه قبر إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وفي طريقها قبر يونس عليه السلام.
ويُنسَب إليها أبو عبيد الله المقدسي الجغرافي المشهور صاحب كتاب «أحسن التقاسيم» توفي سنة ٣٧٥ﻫ.
أما هيكل سليمان فمكانه الآن المسجد الأقصى، وفي مسجد عمرو الصخرة المقدسة التي كان عليها قديمًا قدس الأقداس، وتابوت العهد عند العبرانيين، وتُسمَّى إيليا وأُرشليم Jèrusalem. -
قُرْطُبَة Cordoue، وبالإسبانية
Cordoba: حاضرة الخلافة بالأندلس، على الشاطئ الأيمن من نهر «الوادي الكبير» على
سفح جبل «سيرامورينا»، وسط أرض خصبة، وهي أخت بغداد عزًّا وعلوًّا
وحضارةً.
وفيها المسجد الجامع الذي بناه عبد الرحمن الأموي سنة ٧٩٢م، وهو الآن الكنيسة الكتدرائية، ومبانيه من أعجب مباني الدنيا، وكان بها دار كتب جمعت ٦٠٠ ألف مجلد، وبلغ سكانها ٤٠٠ ألف نفس. ومنها ابن عبد ربه صاحب كتاب «العقد الفريد» وهو من أمهات كتب الأدب، وابن رشد أشهر فلاسفة القرون الوسطى، ويسميه الإفرنج Averroès، وأبو الوليد أحمد بن زيدون الأديب المشهور المتوفى سنة ٤٩٣ﻫ، وابن حَزْم الفقيه المشهور المتوفى سنة ٤٥٦ﻫ، وابن زُهْر الفيلسوف المتوفى سنة ٥٩٥ﻫ، وأبو بكر بن قزمان إمام الزجَّالين توفي سنة ٥٥٥ﻫ، وابن حيان المؤرخ المتوفى سنة ٤٦٩ﻫ، ومقدم بن معافر شاعر الدولة المروانية، وهو مخترع الموشحات.وكانت قاعدة الدولة الحمُّودية، والدولة الجهورية من ملوك الطوائف أيضًا، ومن ضواحيها «الزهراء»، وفيها وُلِد أبو القاسم خلف الزهراوي الطبيب الجراح المتوفى سنة ٤٠٤ﻫ، ويُعرَف عند الإفرنج باسم Albucasis. وتوفي بقرطبة أبو علي إسماعيل القالي صاحب الأمالي في الأدب سنة ٣٥٦ﻫ، وهو من ديار بكر أصلًا.
-
قَرْطَاجَة Carthage: من ثغور المغرب الأدنى قُرْب مدينة تونس، أسَّسها الفينيقيون سنة
١١٣٧ق.م، وبعدها أسَّس القرطاجيون مدينة مسيليا، وهي الآن مرسيليا ثغر
فرنسا الكبير. ولقرطاجة تاريخ حافل بالحوادث مع روما، وقد طال النزاع
بينهما حتى هدمها الرومان تخلُّصًا منها!
والرومان هم الذين نحتوا اسم «قرطاجة» من اسم المدينة الفينيقي «قرط قاداشت» أي المدينة الجديدة.
- قَرْطَاجَنَّة Garthagène: فرضة ببلاد الأندلس على بحر الروم بناها القرطاجيون، وسمَّوها قرطاجة الجديدة، ويوجد بكتب التاريخ خلط كبير بين الاسمين «قرطاجة»، و«قرطاجنة»، فَتَنَبَّهْ!
- قَرْقَشُونَة Carcassonne: بلد بالجنوب الغربي من بلاد إفرنجة، قرب أربونه، كانت حاضرة إقليم الأوْد L’Aude فتحها عنبسة بن سُحَيْم الكلبي سنة ٧٢٥م، وبقيت في حوزة المسلمين خمسًا وعشرين سنةً.
- قَرْقيسيا: مدينة بالجزيرة على مصبِّ «نهر الخابور» بالفرات.
-
قِرْميسين: قرمسين مُعَرَّب «كرمان شاه» مدينة جليلة قرب همذان وحُلوان من بلاد
الجبال، على الطريق الموصل بين العراق والجزيرة وفارس، مَصَّرَهَا بنو
ساسان Sassanides.
وقرماسين موضع بمكة.
-
قَزْوِين: من بلاد الجبال ومن أَجَلِّ مُدُنِهِ.
وهي وطن الإمام ابن ماجه من أئمة المحدثين صاحب كتاب «السنن»، والعلَّامة زكريا بن محمد القزويني صاحب كتاب «عجائب المخلوقات» في الفلك والجغرافية والطبيعيات، وهو من أمهات الكتب العربية، توفي سنة ٦٨٢ﻫ.
- القُصَيْر: وهي «ميوس هُرموس» القديمة Myos Hormos فرضة بمصر على ساحل البحر الأحمر تجاه «قوص».
- القُلْزُم: واسمها القديم «كليسما» Clysma مدينة بمصر على رأس الخليج المضاف إليها، أطلالها الآن قرب مدينة السويس، وخليج القُلْزُم يُعرَف في كتب اليونان باسم هيروبوليت Heroopolite.
- قُلُمْرِية Coïmbra: إحدى مدن الأندلس الكبرى بكورة برتقال.
- قِلَّوْرِية أو قِلَّفْرِية: هي القسم الجنوبي من بلاد إيطاليا الآن المعروف باسم Calabria.
- قِنِّسْرِين: مدينة ببلاد الشام، بين حلب ومعرَّة النعمان، فتحها عبيدة بن الجراح في سنة ١٧ﻫ في خلافة عمر بن الخطاب، وهي وطن كلثوم بن عمرو العتابي شاعر البرامكة المشهور.
- قِفْط: مدينة بالصعيد الأعلى، اسمها القديم «قو بطي»، ومنه اشتُقَّ اسم قبطي وأقباط للمصريين، وهي وطن الوزير الصاحب جمال الدين القفطي الملقَّب بالقاضي الأكرم، وزير حلب المتوفى في سنة ٦٤٦ﻫ.
- قُهِسْتان «وضَبَطَها صاحبُ القاموس قُهُسْتَان»: إقليم فارسي بين خراسان شمالًا، وكرمان جنوبًا، وسجستان شرقًا، والجبال غربًا، وأشهر مدنه «الطَّبَسَان» «مثنى طَبَس»، وهي باب خُرَاسان، وقد يَعدُّه بعضهم منها.
- قَوْصَرَة: جزيرة صغيرة بالبحر الرومي، بينها وبين شواطئ إفريقِيَّة ستون كيلومترًا، وهي جزيرة Pantillaria، وبين صِقِلِّيَة والمغرب الأدنى، واسمها القديم Cossyra، ومنه اسمها العربي.
- قُوص: مدينة بالصعيد الأعلى، اسمها المصري «قوسي»، وفيها نشأ جمال الدين بن مطروح الشاعر المعروف المتوفى سنة ٦٤٩ﻫ.
- قُونِيَة Iconium: مدينة عظيمة ببلاد الروم، كانت قاعدة ملوكهم، وهي الآن عاصمة ولاية قونية بآسيا الصغرى، وفيها قبر أفلاطون الحكيم، وقبر جلال الدين الرومي، المعروف بمولانا، المنسوبة إليه الطريقة المَوْلَوِيَّة.
-
القَيْرَوَان: مدينة عظيمة بالمغرب الأدنى، بناها عقبة بن نافع الجُهني سنة ٤٥ﻫ، وجعلها
معقلًا وحصنًا لعسكره، ومقرًّا لِوُلَاةِ إفريقية، وكان مقرهم قبلًا
زُوَيْلة وبرقة، ويُنسَب إليها أبو العباس الحسن بن رشيق الشاعر المتوفى
سنة ٤٥٦ﻫ.
ومعنى القيروان القافلة إذا خرجت لمحاربة أو غزو.
-
قِيسَارِيَّة Césarée: مدينة ببلاد الروم، كانت كرسي مملكة آل سلجوق، وهي بولاية أنقرة بآسيا
الصغرى الآن، وأخرى من بلاد السواحل الشامية فتحها
معاوية بن أبي سفيان في خلافة عمر
بن الخطاب.
والنسبة إليها قَيْسَرَاني على غير قياس.
وكان الأَوْلَى أن تُكتَب «قيصرية» نسبةً إلى قيصر، ولكن هكذا كتبها العرب، وإن كان أبو الفداء أجاز كتابتها بالصاد.