نجمة أغسطس
«قال بعد لحظة إنه يريد أن يكتب شيئًا يُعبِّر به عن الإنسان الجديد الذي وُلد مع السد العالي، وإنه فكَّر أمسِ في سيناريو للسينما؛ مهندس يأتي إلى السد ويترك فَتاتَه الثَّرِية في القاهرة على مَضض، ويوشك أن يعود إليها بعد أن عجَز عن احتمال الحر والإرهاق والوَحْشة، لكن العمل ما يلبث أن يغيِّره، فيترك الفتاة ويستقر في أسوان السد.»
تسافر بنا هذه الرواية في رحلة بديعة إلى أسوان أثناء بناء السد العالي، وتُطلِعنا على التفاصيل الدقيقة التي تجعلنا نعيش الحدث وكأنه جزء منَّا، مع الإشارة إلى الكثير من المعاني الإنسانية، والمواقف اليومية التي لا ترويها كتبُ التاريخ، وإنما توثِّقها أقلامُ الأدباء الذين يملكون عيونًا ترى الهامش أكثر ممَّا ترى المتن، فتُعطيه حقَّه، وتتحدَّث بلسانه، وتروي حكايته؛ فتحدَّثت الرواية عن أحوال البلاد، والمعتقَلات، والعمَّال الفاعلين الحقيقيين في بناء السد، وقُرى النوبة التي غرقت نتيجةً له، والطريقة العبقرية التي نُقل بها معبد «أبو سمبل»، فجاءت الرواية صورةً حية ونابضة لبناء السد العالي؛ الحدثِ الأهم في تاريخ مصر الحديث.