كلمة واجبة

في العشرين من شهر تموز سنة ١٩٢٣م، سألني جَناب رئيس الجامعة الوطنية «عاليه» — إلياس أفندي شبل الخوري — تأليف رواية تمثيلية ليُمثِّلها بعض طلبة جامعته؛ فلبَّيت الطلب ووضعت هذه الرواية.

رأيت تلبية طلب هذا الرئيس المفضال المتفاني في سبيل خدمة الناشئة العزيزة فرضًا مقدسًا على كل وطنيٍّ يزن الرجال بميزان الأعمال؛ فاندفعت إلى تأليفها، واخترت لها هذا الموضوع التاريخي؛ لأنه ما برح يجول في خاطري منذ طالعت تاريخ لبنان، فجاءت روايتي كما يراها القارئ الكريم صورةً تمثِّل أطوار الحُكَّام في تلك الأجيال المظلمة وقرون الدياميس.

وقد عُنِيَ بتمثيلها جَناب المهندس الرياضي الكبير وديع أفندي غبريل نائب رئيس الجامعة ورئيس جمعية الثمرة فيها، يعاونه الأديب الفاضل الأستاذ نجيب أفندي منصور حاج، فإنني أشكر لهما ولأعضاء جمعية الثمرة الذين مثَّلوا أدوارها هِمَّتهم ونهضتهم الأدبية.

لا زالت الجامعة الوطنية جامعةً لشتات العلوم والآداب، حافلةً بالمبادئ السامية، سبَّاقةً إلى كل جديد، تُهدي إلى الوطن رجالًا بعناية رئيسها العامل واضع حجر الأساس في بناية التعليم الوطني.

مارون عبود
٤ آب سنة ١٩٢٤م

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤