كلنا إخوة: صورة قلمية لألبرت شفيتزر
«إن من يُفكِّر في فعل الخير يجب عليه ألا يتوقع من الناس أن يُزيلوا الحجارة من طريقه، ولا حيلة له إلا أن يَتقبَّل نصيبه راضيًا وإن زادوا هذه الحجارة أحجارًا.»
في رحلةٍ إلى أدغال أفريقيا، وبالتحديد في الغابون، غرب وسط القارة السوداء، اتجهت «شارلي ماي سيمون» لتتعرَّف على عالِم إنساني فريد يسير ببطءٍ ولكنه ينعم بالهدوء، بعيدًا عن صخب الحداثة وانتهازية الرأسمالية؛ هنا حيث يقبع الطبيب والفيلسوف الألماني «ألبرت شفيتزر» في مشفاه الذي أسَّسه بنفسه ليُمارس مهنته المقدسة؛ تطبيب شعوب أنهكتها النزاعات، وقسا عليها الفقر، وتآكلت بفعل البيئة. شخصية مذهلة أثارت شغف «سيمون»، لا لتتعرَّف عليه فقط، بل لتكتب عنه أيضًا؛ تكتب عن طفولته في الألزاس، المدينة الواقعة شمال شرق فرنسا، وشبابه، ودراسته في باريس، وسفره إلى أفريقيا، وحياته هناك، وعاداته، وعشقه للموسيقى، وكتاباته التي يُدوِّن فيها خلاصة فلسفته وتجربته، وتكتب عن أبناء القارة، والطبيعة، والأشجار، والأنهار؛ لتُقدِّم لنا تجربةً استثنائية ومثيرة استحقَّت عن جدارةٍ «جائزة نوبل» لفلسفته التي تُقدِّس الحياة.