اقتصاد النسيج في الغرب الإسلامي في العصر الوسيط
لعِبَ الغربُ الإسلاميُّ دَورًا مُهمًّا في تشكيلِ حضارةِ البحرِ المتوسط، وقد أثَّرَ التقاربُ الجغرافيُّ في التَّلاقي بين الحضارتَينِ الإسلاميةِ والمسيحية، ويُعَدُّ الاقتصادُ أحدَ أهمِّ صُوَرِ هذا التَّلاقي؛ ومِن ذلك مثلًا أنَّ صِناعةَ النسيجِ قد شَهدَت ازدهارًا ملحوظًا في الغربِ الإسلاميِّ خلالَ فترةِ العصرِ الوسيط، ويَرجعُ ذلك لِعدَّةِ عواملَ هيَّأتْ أسبابَ النجاحِ لهذهِ الصناعة؛ حيثُ توافرَتِ الموادُّ الخامُ اللَّازمة؛ مثلُ القُطنِ والكَتَّانِ والصُّوفِ وغيرِها؛ وهو ما استغلَّهُ الصُّنَّاعُ المَهَرةُ منْ حَرَّارينَ وقَطَّانينَ وصَوَّافينَ وكمَّادينَ وصبَّاغين … في صناعةِ أفضلِ أنواعِ النسيجِ الذي اشتَهرُوا به؛ وقد أدَّى هذا إلى ازدهارِ الحركةِ التجارية؛ فأُقِيمتْ أسواقٌ لتجارةِ النسيج، وعُقِدتِ المعاهداتُ التِّجاريةُ لتُنظِّمَ تجارتَهُ بينَ بُلْدانِ الغربِ الإسلاميِّ وغيرِها مِنَ البُلْدان، سواءٌ الإسلاميةُ منها أوِ المسيحية، لا سِيَّما البرتغالُ والجمهورياتُ الإيطالية.