حمدة بنت زياد الشاعرة
كانت فتاة جميلة شاعرة أديبة، كأن الأدب نقطة في حوضها، وزهرة من روضها، لها المنطق العذب، والكلام الحلو، والثغر الساطع الفتان، وكانت ذات مطارحة وأخلاق تحدث عن لطفها الزهر غب الأديم، ونم بمرآها على الحدائق ريح الصبا وساريات النسيم، ومما قالت في الغزل:
وخرجت مرة للوادي مع حبيبة لها فرأت الأزهار في جوانبه تتلألأ كأنها النجوم تساقطت من كبد السماء، والماء في النهر يتماوج كأنه قطع من لجين ترمقه عيون ذكاء، فأعجبها ذلك المنظر البهيج، وأحبت أن تخوض بذلك النهر إتمامًا لترويح النفس في تلك الخلوة، فنضت عنها الثياب وعامت ثم أنشدت تقول: