المأمون وجاريته والرسول
عتب المأمون على جارية من جواريه وكان كلفًا بها فأعرض عنها وأعرضت عنه، ثم أسلمه الهوى وأقلقهُ الشوق حتى أرسل يطلب مراجعتها، فأبطأ عليه الرسول، فلما رجع أنشأ يقول:
بعثتك مرتادًا ففزت بنظرةٍ
وأغفلتني حتى أسأت بك الظنا
وناجيتَ من أهوى وكنت مبعدًا
فيا ليت شعري عن دنوك ما أغنى
ونزهت طرفًا في محاسن وجهها
ومتعت باستظراف نغمتها أذنا
أرى أثرًا منها بعينيك لم يكن
لقد سرقت عيناك من وجهها حسنا
فيا ليتني كنت الرسول وكنتني
وكنت الذي يقصي وكنت أنا المدني