عريب ومحمد بن حامد
وقع بين عريب ومحمد بن حامد خصام وكان يجد بها وجدًا مفرطًا كادا يخرجان من شرهما إلى القطيعة، وكان في قلبها منه كما لها عنده من الحب، فلقيته يومًا فقالت له: كيف قلبك يا محمد؟ قال: أشقى والله مما كان وأشد لوعة، فقالت: استبدل بديلًا، فقال لها: لو كانت البلوى بالخيال لفعلت، فقالت: لقد طال إذن تعبك، فقال: وما يكون أصبر مكرهًا، أما سمعت قول العباس بن الأحنف:
فلما سمعت ذلك ذرفت عيناها واعتذرت وعاتبته واصطلحا وعادا إلى ما كانا عليه من صدق المودة وحسن المعاشرة.
وكتبت عريب يومًا إلى ابن عامر تستزيره، فأرسل إليها يقول: إني أخاف على نفسي، فكتبت إليه:
فلما قرأ الرقعة سار إليها من وقته وأرسل إليها يعاتبها في شيء، فكتبت إليه تعتذر، فلم يقبل، فكتبت إليه هذين البيتين:
فلما اطلع على البيتين ذرفت عيناه وسعى إليها مستسمحًا ومستجديًا عفوها عما وقع منه.