دعبل الخزاعي والجارية
قال دعبل الخزاعي: كنت جالسًا بباب الكرخ إذ مرت بي جارية لم أرَ أحسن منها، ولا أعدل قدًّا، وهي تنثني في مشيتها وتسبي الناظرين بتثنيها، فلما وقع بصري عليها افتتنت بها وارتجف فؤادي وآنست من قلبي ارتحالًا، فأنشدت معرضًا بهذا البيت:
فنظرت إليَّ واستدارت بوجهها وأجابتني بسرعة بهذا البيت:
فأدهشتني بسرعة جوابها وحسن منطقها فأنشدتها ثانيًا هذا البيت:
فأجابتني بسرعة من غير توقف بهذا البيت:
فما دخل أذني قط أحلى من كلامها، ولا رأيت أبهج من وجهها، فعدلت بالشعر عن القافية امتحانًا لها وعجبًا بكلامها، فقلت لها هذا البيت:
فتبسمت، فما رأيت أحسن من فمها ولا أحلى من ثغرها، وأجابتني بسرعة من غير توقف بهذا البيت: