المأمون والجارية نسيم
كان المأمون مشغوفًا بحب جارية تُدعى نسيم، وكانت ذات عقل وأدب وفضل وكمال لا يفارقها ولا يهوى سواها، ففي ذات يوم نظر إلى جارية حسناء لطيفة اللون رشيقة القد فمال إليها لأنها كانت أحسن منها، وأعرض عن جاريته نسيم، فاغتمت لذلك ولم تجد حيلة لاستعطافه، وكانت لها جارية رومية ذات عقل وأدب ولطف قد كتمت أمرها عن المأمون، فاتفق أن المأمون اعتل جسمه قليلًا ثم شُفي فجعل الناس يدخلون عليه بأصناف التحف والهدايا، فأهدت إليه نسيم الجارية المذكورة هدية ومعها جام بللور وغطته بمنديل فاخر مكتوب عليه بالذهب هذه الأبيات:
فأعجب المأمون ما رأى من الجام والجارية وبعث لها بكتاب يسترضيها فيه ثم عاد معها إلى سابق الود.