عامر بن غالب وجميلة بنت إميل
قال الأصمعي: رأيت بالبادية رجلًا قد دق عظمه، وضؤل جسمه، ورق جلده، فتعجبت فدنوت منه أسأله عن حاله، فلم يرد جوابًا، فسألت جماعة حوله عن حاله فقالوا: اذكر له شيئًا من الشعر يُكلِّمك. فقلت:
فشهق شهقة ظننت أن روحه قد فارقته، ثم أنشأ يقول:
قلت: أخبرني عن حالك. قال: إن كنت تريد علم ذلك فاحملني وألقني على باب تلك الخيمة. ففعلت، فأنشأ يقول بصوت ضعيف يرفعه جهده:
فإذا جارية مثل القمر خرجت فألقت نفسها عليه فاعتنقا مدة طويلة، فجئت أفرق بينهما خشية أن يراهما الناس، فإذا هما ميتان، فما برحت حتى صليت عليهما ودفنا، فسألت عنهما فقيل لي: هما عامر بن غالب وجميلة بنت إميل.