عويمر العقيلي وابنة عمه
قال خلاد بن يزيد: كان عويمر العقيلي مشغوفًا بابنة عم له يقال لها: ريا. فزُوِّجت برجل فحملها إلى بلاده، فاشتد وجده واعتل علة أخذه الهلاس بها، فدعوا له طبيبًا لينظر إليه، فقال له: أخبرني بالذي تجد. فقال منشدًا:
كذبت على نفسي فحدثت أنني
سلوت لكيما ينظروا حين أصدقُ
وما عن قلى مني وعلى عن ملالةٍ
ولكنني أبقي عليك وأشفقُ
وما الهجر إلا جنة لي لبستها
لتدفع عني ما يخاف ويفرقُ
عطفت على أسراركم فكسوتها
قميصًا من الكتمان لا يتخرقُ
ولي عبرتان ما تفيقان عبرة
تفيض وأخرى للصبابة تخفقُ
ويومان يومٌ فيه جسم معذب
عليل ويوم للتفرق مطرقُ
وأكثر حظي منك أني إذا سرت
لي الريح من تلقائكم أتنشقُ
ثم ذهب عقله. فقال الطبيب لأهله ومن حضره: ارفقوا به. ثم انصرف فما مكث إلا ليالٍ يسيرة حتى قُضي عليه.