اجتماع محبين بعد الموت
قال أبو الخطاب الأخفش: خرجت في سفرٍ فنزلت على ماء لطيء، فبصرت بخيمة من بعيد، فقصدت نحوها فإذا فيها شاب على فراش كأنه الخيال، فأنشأ يقول:
ثم أُغمي عليه فمات. فوقعت الصيحة في الحي فخرج من آخر الماء جارية كأنها فلقة قمر، فتخطت رقاب الناس حتى وقفت عليه فقبَّلته وأنشأت تقول:
ثم شهقت شهقة فخرت ميتة منها. فخرج من بعض الأخبية شيخ فوقف عليهما وقال: والله لئن فرقتُ بينكما حيين لأجمعن بينكما ميتين، ثم ضم كلًّا إلى الآخر ودفنهما في قبر واحد. فسألته فقال: هذه ابنتي وهذا ابن أخي.