جارية عبد الله بن جعفر وأحد الفتيان
قال عبد الله بن جعفر: اشتريت جارية مولدة بعشرة آلاف درهم، وكانت حاذقة مطبوعة، فهمت في حبها غاية الهيام. ففي ذات يوم قدمت إليَّ عجوز فذكرت لي أن بعض أعراب المدينة يحبها وتحبه ويراها وتراه، وأنه يجيء كل ليلة فيقف بالباب ليسمع غناءها ويبكي شغفًا وحبَّا. فعزمت على كشف الأمر، فلما كان الوقت المذكور نظرت فإذا به قد دنا مقبلًا، فلبث محدقًا بهما مصغيًا إلى ما يقولان، فإذا بها تكلمه ويكلمها ويشكو كل إلى رفيقه ما يلاقي من ألم البعد. فلما أشرق الصباح دعوت بها فحضرت، فأخذتها بيدها وملت نحو الرجل فحركته فانتبه مذعورًا، فقلت: لا بأس عليك ولا خوف، هي هبة مني إليك. فدُهش الفتى ولم يجبني، فدنوت منه وقلت همسًا في أذنه: قد أظفرك الله بما تريد، فقم وانصرف بها إلى منزلك. فلم يرد جوابًا، فحركته فإذا هو ميت.