جميل بن معمر العذري وحبيبته بثينة
خرجت بثينة يومًا وكانت النساء إذ ذاك يتزينَّ ويجتمعن ويدنو بعضهن لبعض ويبدون للرجال في كل عيد، فجاء جميل فوقف على بثينة وأختها أم الحسين في نساء من بني الأحب فرأى منهن منظرًا لطيفًا فقعد معهن ثم انصرف وكان معه فتيان من بني الأحب، فعلم أن القوم قد عرفوا في نظره حب بثينة ووجدوا عليه، فراح وهو يقول:
ثم قال فيها بيتين من قصيدة يصفها بها:
فلما سمعت بثينة بهذه الأبيات حلفت بالله أن لا يأتيها على خلوة إلا خرجت إليه وأنها لن تتوارى منه، فكان يأتيها عند غفلات الرجال فيتحدث معها ومع أخوتها، فنمى إلى رجالها ذلك وكانوا قومًا غيارى فرصدوه وعزموا على قتله، فجاء على ناقته الصهباء إلى بثينة وأم الحسين فأخذا يحدثانه، فنظر إليهما وأنشد:
فبينما هو على تلك الحال إذ وثب عليه القوم فأطلق عنان الناقة فخرجت من بينهم كالسهم ونجا من ظبا سيوفهم.