لقاء جميل وبثينة
قال جميل يومًا لأحد أترابه: هل لك في مساعدتي على لقاء بثينة؟ فمضى معه حتى كمن له في الوادي وأرسل معه خاتمه إلى راعي بثينة ودفعه إليه، فمضي به إليها ثم عاد بموعد منها إليه، فلما جن الليل جاءتهُ فتحدثا طويلًا حتى أصبحا، ثم ودَّعها وركب ناقته وهي باكية، فقالت بثينة: ادنً مني يا جميل، فدنا منها وقال:
إن المنازل هيجت أطرابي
واستعجمت آياتها بجوابي
فترى تلوح بذي اللجين كأنها
أنضاء رسم أو سطور كتابِ
لما وقفت بها القلوص تبادرت
مني الدموع لفرقة الأحبابِ
وذكرت عصرًا يا بثينة شاقني
وذكرت أيامي وشرخ شبابي