لقاء جميل وكثير عزة
اجتمع كثير بجميل يومًا فقال له: يا جميل أرى بثينة لم تسمع قولك:
يقيك جميل كل سوء أما لهُ
لديك حديث أو إليك رسولُ
وقد قلت في حبي لكم وصبابتي
محاسن شعر ذكرهنَّ يطولُ
فإن لم يكن قولي رضاك فعلمي
هبوب الصبا يا بثن كيف أقولُ
فما غاب عن عيني خيالك لحظة
ولا زال عنها والخيال يزول
فقال جميل: أترى عزة يا كثير لم تسمع بقولك:
يقول العدا يا عز قد حال دونكم
شجاع على ظهر الطريق مصممُ
فقلت لها والله لو كان دونكم
جهنم ما راعت فؤادي جهنمُ
وكيف يروع القلب يا عز رائعٌ
ووجهك في الظلماء للسفر معلمُ
وما ظلمتك النفس يا عز في الهوى
فلا تنقمي حبي فما فيهِ منقمُ
فبكيا ليلتهما إلى بزغ الصباح ثم انصرفا.