زيارة جميل بثينة متنكرًا
جاء جميل إلى بثينة ليلة وقد تزيَّا بزي راعٍ لبعض الحي فوجد عندها ضيوفًا، فانتبذ ناحية وجلس فيها، فسألته: من أنت؟ فقال: مسكين، فعشت ضيفانها وعشتهُ وحده، ثم جلست هي وجارية لها تجاه النار تصطليان، واضطجع القوم منتحين، فقال جميل:
فقالت لجاريتها: صوت جميل والله، اذهبي فانظري، فذهبت ثم رجعت وقالت: هو والله جميل، فشهقت شهقة سمعها القوم، فأقبلوا يجرون، وقالوا: ما لك؟ فطرحت بردًا لها في النار عمدًا وقالت: احترق بردي، فرجع القوم وأرسلت جاريتها إلى جميل فجاءتها به، فأبقته عندها ثلاثة أيام ثم ودَّعها وخرج.