تجربة ليلى لقيس بن الملوح
صادف قيس بن الملوح يومًا ليلى بنت مهدي وقد صبا إليها قلبه فأخذ يُحدِّثها وتُحدِّثه حتى أمسى فانصرف، فبات في ليلة طالت عليه وجهد أن يغمض فلم يقدر، فأنشأ يقول:
وداوم زيارتها وترك إتيان كل من كان يأتيه غيرها إلى أن تملَّك الحب قلبيهما، فأرادت يومًا أن تُجرِّبه فأخذت تصد عنه وتعرض بوجهها عن نظره، فلما رأى ذلك منها اشتد عليه وجزع حتى عُرِفَ ذلك فيه، فخافت عليه وقالت:
فسرى عنه الحزن وعلم ما في قلبها، أما هي فقالت له: إنما أردت امتحانك والذي لك عندي أكثر مما لي عندك، وإني أعاهدك من الآن على حفظ العهد والقيام بالوفاء، ولست مائلة بعد يومي هذا إلى أحد سواك حتى أذوق الموت، فانصرف في المساء وهو أسر الناس بما سمع منها، فأنشأ يقول: