صريع الغواني
دخل مسلم بن الوليد الملقب بصريع الغواني يومًا على الفضل فأقام عنده وشرب معه، وكانت على رأس الفضل وصيفة تسقيه كأنها لؤلؤة، فلمح الفضل مسلمًا ينظر إليها. فقال: قد أعجبتك والله يا أبا الوليد، فقل أبياتًا لأهبها لك، فأنشد:
إن كنت تسقين غير الراح فاسقيني
كأسًا ألذ بها من فيك تشفيني
عيناك راحي وريحاني حديثك لي
ولون خديك لون الورد يكفيني
إذا نهاني عن شرب الطلا حرجٌ
فخمر عينيك يغنيني ويجزيني
لولا علامات شيب لو أتت وعظت
لقد صحوت ولكن سوف تأتيني
أرضي الشباب فإن أهلك ففي قدرٍ
وإن بقيت فإن الشيب يسليني
فقال الفضل: خذها بورك لك فيها.