صريع الغواني يرثي زوجة له
كانت لمسلم بن الوليد زوجة يحبها فماتت، فجزع عليها جزعًا شديدًا وتنسك مدة وعزم على ملازمة ذلك، فأقسم عليه بعض إخوانه ذات يوم أن يزوره، ففعل، فأكلوا وقدموا الشراب فامتنع منه مسلم وأبى وأنشأ يقول:
بكاء وكأس كيف يتفقان
سبيلاهما في القلب مختلفانِ
دعاني وإفراط البكاء فإنني
أرى اليوم فيه غير ما ترياني
غدت والثرى أولى بها من وليها
إلى منزل قاصٍ لعينك داني
فلا حزن حتى تنزف العين ماءها
وتعترف الأحشاء للخفقان
وكيف يدفع اليأس والوجد بعدها
وسهماهما في القلب يختلجان