ما كتبته جنان لأبي نواس
أرسلت جنان لأبي النواس تقول: «قد شهَّرتني فاقطع زيارتك عني أيامًا لينقطع بعض القالة»، ففعل وكتب إليها:
إنا اهتجرنا للناس إذ فطنوا
وبيننا حين نلتقي حسنُ
ندافع الأمر وهو مقتبل
فشب حتى عليه قد مرنوا
فليس يُقذي عينًا معاينة
له وما إن تمجه أذن
ويح ثقيف ماذا يضرهم
لو كان لي في ديارهم سكن
أريب ما بيننا الحديث فإن
زدنا فزيدوا فما لذا ثمن
ولما طال الفراق وضاقت دون لقياها الحيل كتب إليها من بغداد:
كفى حزنًا أن لا أرى وجه حيلة
أزور بها الأحباب في حكمانِ
وأقسم لولا أن تنال معاشر
جنانًا بما لا أشتهي لجنان
لأصبحت فيها داني الدار لاصقًا
ولكن ما أخشى فُديت عداني
فواحزنَا حزنًا يؤدي إلى الردى
فأصبح مأثورًا بكل لسان
أراني انقضت أيام وصلي بينكم
وآذن فيكم بالوداع زماني