غضب أبي نواس ورضاؤه عليها
رأى أبو النواس جنانًا في ثقيف، فقابلته بما كره، فغضب وهجرها مدة، فأرسلت إليه رسولًا تصالحه، فرده ولم يصالحها، فرآها في النوم تطلب صلحه، فقال:
دست له طيفها كيما تصالحه
في النوم حين تأبى الصلح يقظانا
فلم يجد عند طيفي طيفها فرجًا
ولا رثى لتشكيه ولا لانا
حسبت أن خيالي لا يكون لما
أكون من أجله غضبان غضبانا
جنان لا تسأليني الصلح سرعة ذا
فلم يكن هينًا منك الذي كانا
وبعد ذلك ورد إليه كتاب منها وفي سطوره بعض المحو، فكتب إليها يقول:
أكثري المحو في كتابك وامحيه
إذا ما محوته باللسانِ
وامرري بالمحاء بين ثناياك
العذاب المفلجات الحسان
إنني كلما مررت بسطر
فيه محوٌ لطعته بلساني
تلك تقبيلة لكم من بعيد
أُهديت لي وما برحت مكاني