اعتلال أبي نواس لعلة جنان
دخل على أبي نواس بعض أصحابه يعودونه وهو مريض فوجدوا به خفة، فلما رآهم فرح وسُرَّ لقدومهم، ثم قال: من أين جئتم؟ قالوا: من عند جنان، فقال: أوَكانت عليلة؟ قالوا: نعم، وقد عوفيت الآن، فقال: والله أنكرت علتي هذه ولم أعرف لها سببًا غير أني توهمت أن ذلك لعلة نالت بعض من أحب، ولقد وجدت في يومي هذا راحة ففرحت طمعًا أن يكون الله عافاها منه قبلي، ثم دعا بدواة وكتب إلى جنان:
إني حممت ولم أشعر بحماك
حتى تحدَّث عوادي بشكواكِ
فقلت ما كانت الحمى لتطرقني
من غير ما سبب إلا بحماك
وخصلة قمت فيها غير متهم
عافاني الله منها حين عافاك
حتى إذا ما انقضت نفسي ونفسك في
هذا وذاك وفي هذي وفي ذاك