أبو العباس بن الأحنف
قال الأصمعي: بينا أنا ذات يوم قاعد في مجلس بالبصرة فإذا بغلام أحسن الناس وجهًا ونورًا واقف على رأسي، فقال: إن مولاي يريد أن يوصي إليك، فقمت معه، فأخذ بيدي حتى أخرجني إلى الصحراء، فإذا أنا بالعباس بن الأحنف ملقى وهو يجود بنفسه ويقول:
يا بعيد الدار عن وطنه
مفردًا يبكي على شجنه
كلما جد النحيب به
زادت الأسقام في بدنه
ثم أغمي عليه، فانتبه بصوت طائر على شجرة وهو يقول:
ولقد زاد الفؤاد شجى
هاتف يبكي على فننه
شاقني ما شاقه فبكى
كلنا يبكي على سكنه
ثم أغمي عليه فظننتها مثل الأولى فإذا هو ميت.