إنقاذ جيم
أخبرني توم في اليوم التالي أنه رأى أحد العبيد يجلب بعض الطعام إلى كوخ صغير يبعد قليلًا عن المنزل. كنت أنا بدوري قد رأيته، فأخبرني توم أن جيم قد يكون هناك. قال توم إن العبد أغلق باب الكوخ بمفتاح كان العم سيلاس يحمله، فخطر لي على الفور أن علينا سرقة المفتاح مساءً وإطلاق سراح جيم، لكن توم كانت لديه أفكار أخرى.
قال: «لا شك أن هذا سينجح، لكنها خطة بسيطة للغاية. تخلو من أي نكهة.»
علمت أن توم ستكون لديه خططه الخاصة، وكنت أعلم أنها ستتسم بالصعوبة والخطورة وهو سيغيرها على الأرجح عشر مرات في الدقيقة، وهذا هو ما فعله. أراد أن يطلق سراح جيم، لكن كان عليه أن يفعل هذا بطريقته الخاصة.
قصدنا الكوخ مساء ذلك اليوم. كانت بأحد جوانبه فتحة ظننت أنه يمكن لجيم التسلق للمرور من خلالها إن استطعنا نزع أحد ألواح الكوخ.
لكن توم قال: «آمل أن نجد طريقة أكثر تعقيدًا من هذه؛ طريقة غامضة، صعبة وجيدة.»
وجدنا بعض الأدوات فشعر توم بالسعادة.
قال: «سنحفر لاستخراجه. سيستغرق هذا أسبوعًا! هذه خطة مثالية.»
تبعنا في اليوم التالي العبد الذي جلب الطعام إلى الكوخ، وبعدما تحدثنا إليه كثيرًا أقنعناه بأن يسمح لنا بالدخول. كان المكان مظلمًا، لكن جيم كان به، يجلس على فراش متهالك وهو يستند إلى الحائط والحزن باد عليه.
قال جيم: «هاك! يا إلهي! هل هذا توم سوير؟»
أخبرناه بأننا سنطلق سراحه وأن عليه ألا يقلق إن سمع صوت حفر ليلًا. سيكون نحن من يحفر، ليس إلا. لم يتسن لجيم وقت إلا للإمساك بيد كل منا وشكره، بعدها اضطررنا للمغادرة قبل أن يأتي العبد الذي يجلب الطعام ليبحث عنا.
قبل أن يمضي وقت طويل أخذ توم في تغيير خطته. رأى أن الحفر لإخراج جيم من الكوخ سيكون أمرًا هينًا للغاية؛ كان جيم أيضًا بحاجة إلى سلم من الحبال، وتعين عليه أن يكتب خطابات عن مدى شعوره بالوحدة. امتلك توم العديد من مثل هذه الأفكار التي تشرّب بها من كل قصص المغامرات التي قرأها.
بدأنا في الحفر تحت الكوخ مساءً بعد أن خلد الجميع إلى النوم. أراد توم في البداية أن نحفر بأيدينا لكن هذا استغرق وقتًا طويلًا، فقال في نهاية الأمر إنه لا بأس على الأرجح من استخدام المعاول والمجاريف التي استعرناها، فحفرنا إلى أن تعبنا من المواصلة. بلغت الحفرة عمقًا كافيًا يسمح بالزحف من تحت جدار الكوخ والدخول.
بعدئذ أخذنا في اليوم التالي ورقة ليكتب عليها جيم، وجلبنا له بعض الملاعق وشمعدانًا ليستخدمه كقلم، كما أخذنا بعض الشموع والأطباق إذ رأى توم أنها قد تخدمنا.
تسللنا مساءً إلى الكوخ وأيقظنا جيم. كان سعيدًا برؤيتنا حتى إنه كاد يبكي. أراد أن يرحل معنا على الفور، لكن توم أوضح له أن هذه ليست الطريقة الصائبة للفرار، قال إن علينا أن ننقذ جيم وفقًا لما تقضيه قصص المغامرات، وقد كان خبيرًا في هذا الصدد، فأيدناه أنا وجيم، فأوضح الكيفية التي على جيم أن يكتب بها على الورقة والأطباق، وأخبره بالكيفية التي يصنع بها سلمًا من الحبال. كان الأمر برمته مربكًا للغاية، لكن جيم قال إنه سيحاول القيام بكل هذا، فشعر توم بحماسة بالغة وقال إنه لم يتسلَ كذلك من قبل.