الغزال الأعمى
(جوابًا على أبيات لصديقي الشاعر الجليل عبد الرحمن أفندي شكري يشكو فيها إليَّ همًّا.)
معيني على الأيام لاعت جوانحي
شكاتك حتى ما أكاد أبين
وما أنا خير منك حالًا وإنما
أعالج ما ألقى عساه يهون
تتبع آثار الزمان نوازل
يموت ويحيي إثرهن يقين
تغير آراء الفتى نكباته
كأن الفتى في كفهن عجين
فيا قرب ما يعدو على الرأي غيره
وسرعان ما تبلي الظنون شجون
وأوجع ما ألقاه في العيش حيرة
كغزَّال سوء أعوزته عيون
وإني لأدري أن للخيط مذهبًا
وإن كنت لا أدريه كيف يكون
وإني لأدري أن للعيش مطلبًا
ولكنَّ غايات الحياة فنون
ولا علم لي ما اسم الذي أنا غازل
ولا نفعه لو أن ذاك يبين
أتانيَ من لم أطَّلع قبل طلعه
وقال وألقى الخيط وهو ركين
عليك به فاغزله إنك أكمهٌ
وما لك إلا شمأل ويمين
ولكنني قد يخطئ الخيط أصبعي
وتطلبه كفَّاي وهو شطون
فأعلم أن الريح ثارت وأنني
إذا لم يعنِّي الله سوف أحين
ولكنه أين المفر من الذي
أخاف وما لي في الحياة عيون