خواطر الأرق
ملل النفس
سطت على الجفن بناتُ السهادْ
فاستلبتْه غُمضَه والرقادْ
فليتها إذ سلبتني الكرى
أغفت ولم تسهر لهذا الفؤاد!
يا عجبًا من سارق زاهد
لا يحفل الكنز الذي قد أفاد!
ليلان: ليل صبحُه يُرْتجَى
وليل نفس ما له من نفاد
ألِفْتُ وجه الليل من طول ما
أخلو بنفسي فيه دون العباد
ولم يعد للصبح من رونَق
في العين إذ يخلع عني السواد
في النفس جرح عزني برؤه
تُخْفِي الدياجي دمه كالضماد
•••
قد كنت حَيَّ الحِسِّ يقظانه
فالآن ما أبلد هذا الجماد!
تمر بي الأيام لا آسِفًا
لِكَرِّهَا أو راغبًا في ازدياد
لو كنت ما كنتُ قديمًا إذًا
هشَّم رأسي نطحُه للصلاد!
عينيَ ملَّت كلَّ ذي نضرة
يأتيه من قبلِ الحصادِ الحصادْ
وملَّتِ الأُذْن افتراءَ المنى
وضربَها الآفاق دون المراد
وملَّتِ النفس أغاني الأسى
ولوْبَها حول الأحاظي البعاد
وا حسرتا أنَّى تعيد الرماد
ذا معمعاتٍ قَدَحَاتُ الزناد!
وا حسرتا أنَّى يُحيل الرُّبَى
— إن أمْحَلَتْ — خضراء نفثُ العهاد!
ترى وجوه الأرض لا ترتضي
من أجْلِنا أن نكتسي بالقَتَاد؟
حتى متى أسمع لفظ الوفاء
وهل تُرى يجمل أن يستعاد؟
وهل تُرَى أعني به؟ أم له
عني معدًّى واسع ذو امتداد
وهل ترى تطفو سفين المنى
ونرتقي بين أواذي الدآد؟
ويغتدي عود الهوى مورقًا
يُجنى فؤادي ثمرات الوداد؟
•••
وَدِدْتُ لو تحملني أجنح
إليك لما طار عني الرقاد!
آوي إلى ظلك في ليلة
أغرت بأجفاني بنات السهادْ