مناجاة شاعر
يا شاعر النفس كم أبكاك مصرعها
لقد بكيت على خرقاء مضياع
أسبلت آذيَّ عينٍ ما تركت لها
دمعًا يراق على رُزءٍ وأوجاع
آذاك دهرك حتى لست تحفله
فما تبالي بإخماص وإشباع
واستطعمتْك الليالي كلَّ حاذقة
فما رأت منك إلَّا غير مجزاع
إنَّا شبيهان في شجوٍ وفي ظلع
وراء نجمٍ من الأحلام لمَّاع
كذبتُ نفسي كما كذبتَ بارقها
وكان بالرغم تصديقي لأطماعي
يسلك صوت المنى سمعي وتومض لي
ثغورُها عن بديع جِدِّ خداع
فأنثني غير مخدوع وكم فتنت
لبي الأماني بإيماءٍ وتلماع
لله صرخة وجدٍ أنت مرسلها
ضاعت عليك بوادٍ غير ممراع
وما بهم صممٌ لكنهم جهلوا
معنى النداء فضلُّوا وجهة الداعي
إلَّا تجبك نفوسٌ لا تعي أبدًا
فقد أجابك قلب السامع الواعي
تدعو المعاني فتأتي وهْي طائعةٌ
إذا التوين على فدمٍ وجعجاع
يعنو لك اللفظُ والمعنى كما امتثلت
هذي العوالمُ أمر الخالق الراعي