ليلة
أشيع أني غرقت فجاءني صديق قديم يبكي ويستفسر عن صحة الخبر.
زارنا واصلًا على غير وعد
وانثنى هاجرًا على غير ذنب
•••
من غديري من الذي يبكيني
قبل يوم الردى بدمع هتونِ
لعبٌ ما أرقتَ من ذلك الدمـ
ـع ودلٌّ أم أنت جدُّ حزين
كم بكينا كما بكيت فلم تَرْ
ثِ ولم تكترث لدمعي السخين
لم تكن عَبرتي أفيكة أفَّا
كٍ ولا وجه حبنا بظنين
يا أخا الحسن والملاحة بالله
ترفَّق بجفنك المحزون
أزجر العينَ عن بكاها ففيما انـ
ـهلَّ منها وفاء دين العيون
حسنت ليلةُ الخميس وطابت
فهْي حسبي من الزمان الضَّنين
صرَّحت رغوة البعاد عن القر
ب وباحت بودك المكنون
فوجدنا بك السرورَ كما يفـ
ـرح بالزاد ناظرُ المسكين
كم مُعَزٍّ عنِّي ولو كان يدري
ما أفاد النعاة هنَّى لحيني
عاد نعيُ النعاة بالفرح الشا
مل والوصل من خليلٍ أمين
أتراك الغداة ترجع للصد
وتغضي عن لوعتي وحنيني
ابق أنسي فليس يحلو ليَ العَيـ
ـشُ إذا لم تكن عليه قريني
دع مؤاخاةَ معشرٍ وسعوا حسـ
ـنك جهلًا وعدْ لهذا الفطين
إنني عائذٌ بعطفك فاخفض
لي جناحًا من رحمةٍ يُئْويني
•••
عم مساءً، لا بل تمهَّل قليلًا
تعست ساعةُ الفراق الطحون
لشجينا بمن يُحيي ويمضي
فارغ القلب لا يُحس شجوني
زدتني فتنةً وليس جميلًا
منك هجرانُ والهٍ مفتون
حاجة النفس كلها ومنى النفـ
ـس جميعًا في سحر هذي الجفون
أتراني ألذُّ شيئًا إذا ما
غبتَ عن ناظري وقلبي الحزين
إنما يحسن المساء ويحلو
بك فاقعد — أولا وهذي يميني!
قد ظفرنا من اللقاء بحظٍّ
فاقض حظي من الفراق الشطون
حسبيَ الله في كفاية ما يعـ
ـتادني منك وهو خير معين