الدَّار المهجورة
لم يدع منه البلى إلا كما
تترك التسعون من غضِّ الشباب
•••
وهي في سكونها كأنما
فارقتها روحها إلا ذَما
حكم الدهرُ بها فاحتكما
وكساها الهجر ثوبًا مظلمًا
ما أضل الطرف في هذا الإهاب
•••
ما ترى العين بها إلا رماما
باليات تملأ النفس ظلاما
وسعتها الريح دفعًا ولطاما
لغط اليمِّ إذا اليمُّ طما
والتقت فيه هضابٌ بهضاب
•••
ليس يلفى عندها الصوتُ قرارا
كلما أرسلته ملَّ الجوارا
واستردَّ المرءُ منها ما أعارا
تثب الأصداء عنها مثلما
طارت العقبان طيرًا عن عقاب
•••
إيه يا مهد مسرَّات الصبا
عجبًا أصبحت قبرًا عجبا
حاملًا عن هاجريك الوصبا
كنت للَّهو فقد صرت وما
أنت إلا طيف أيام عِذاب
•••
أوصدوا الأبواب بالله ولا
تدعوا العين ترى فعل البلى
وامنعوا دار الهوى أن تبذلا
إن للدار علينا ذممًا
وقبيحٌ خونها بعد الخراب