حواء والمرأة
من الفردوس المفقود ﻟ «ملتون»
وما أنسَ ذاك اليوم لا أنسَ طيبه
وقد بعثتني من منامي المقادر
فألفيتني وسنانة تحت وارف
من الظل في أكنافه الزهر يبسم
أسائل نفسي أين كنت ومن أنا
وأعجب مما أجتلي وأشاهد
وغارٍ برود الريح جاشت ضمائره
وفاضت برقراق المياه سرائره
نديٍّ رنين الصوت في أُذْن سامع
وفتان تلماع الحباب لناظر
تحدَّر حتى قلت ليس بمنته
وأقصر حتى قلت جفت مصادره
جرى ما جرى ثم استقر أتيُّه
وشن جمالًا بارعًا وجلالًا
فلله ما أصفى وأصقل ماءه
كأن سماءً رُكبت بثراه
رميت بلحظي في صقال أديمه
فأفصح عن قدٍّ نقي المحاسر
يصد ويدنو ما دنوت وينثني
يصوب مثلى طرفه ويصعد
ومن عجب أني بعينيه أجتلي
نظائر ما أبدي له وأعالن
فلولا رحيم لم أجد غير صوته
لقد ظل هذا القد قيد عياني
يقول رويدًا ربة الحسن والصبا
فما ذاك إلا صورة من جمالك
تعالي إلى من لا يعنِّي طلابه
ومن لا يحول الماء دون عناقه
ومن أنت منه صورة هو أصلها
وهل كنت إلا بعض ما ضم جنبه