العاشق المعشوق
أعيذك أن تمنى بتبريح لوعة
وأن تعرف الوسواس كيف يكون
ويحزنني أن تسند القلب راحة
كأنك بالقلب الشجي ضنين
ويؤلمني أن تقطع الليل ساهرًا
تسهدك الأشجان وهي جنون
إذا هزك الشوق اضطربت ولم تفه
ونهنهت غرب الدمع وهو خئُون
وليل سهرناه سميرين تشتكي
هواك وأصغي والحديث شجون
تمر بنا الساعات تعدو كما عدا
على الصخر سيل ما حواه وجين
فيا لك من ليل قصير وليته
تطاول لو أن الزمان يعين
ويا ليتني الشاكي وليتك سامعي
ولكن همي في الفؤاد دفين
أذعت لنا سرًّا شقينا بمثله
زمانًا وفي غصن الشبيبة لين
فيا ليتني لما ذوى العود وانحنى
برئت ولكن الشقاء فنون
إذا شئت روَّيت المسامع بالذي
لقيت ولكنَّ الفؤاد ضمين
وكنتُ، وقد بتنا سميرين في الدجى،
أرقَّهما لكن أخاف أبين
ولو شئت أطربت الصحاب عشية
ولكن قلبي يا سمير طعين
ومن لي بأن تشتاق ما أنا كاتم
ولكنَّ سري في الضلوع حصين
وما كل أيام الشباب حميدة
ولا كل جرح إن نكأت يهون
إذا ما تحدى الشوق يومًا لما مضى
فؤادي استهلت بالدموع شئون
أساكت هذا الناس والقول حاضر
ولي من غليلي زفرة وأنين
أنام على سري ووجديَ ساهر
فما لشجوني الثائرات سكون
كلانا إذًا يا خِلُّ ضامن لوعة
وكلٌّ على سر الفؤاد أمين
كلانا محب ليس يدري حبيبه
هواه وكلٌّ يا سمير غبين
كلانا له داء يداويه بالمنى
وهل تنفع الآمال وهْي ظنون
كلانا احتسى كأس الغرام بكرهه
وكلٌّ عراه من هواه جنون
ولكنَّني شر الرفيقين قسمة
وأشقاهما لولا تقول يمين
شبابك ريَّان وروضك ضاحك
وأنت بتحقيق الرجاء قمين
ولكنَّني ماذا أرجي ولم يدع
ليَ الدهر إلا مهجة ستحين
ثقلت بأعباء الهموم وهضنني
مسالك عيش كلهن حزون
وما نظميَ الأشعار إلا علالة
لوَ ان سلوًّا بالقريض يكون
وما هي إلا برهة ثم ينثني
يكر مضيض في الحشا وحنين
فصبرًا طويلًا إنما هي رقدة
وتذهلني عما لقيت منون
وصبرًا جميلًا يا سمير ففي غد
تسليك عن سحر الجفون جفون
تهيم بهذي ثم تسلو بغيرها
ويصبيك من بعد الجبين جبين
فوطِّن على السلوان نفسك إنني
خبير بأدواء القلوب طبين
ستعلم أن العيش حلم وأننا
نيام ولو مد الرقاد سنون
وأنَّا كأهل الكهف نصحو وما نعي
فتيلًا ولو أن الرقاد قرون
كأنْ لم يمر السعد والنحس بالفتى
ولا كر بيض في الزمان وجون
ويركد صرف الدهر حتى كأنما
له أجل تعدو عليه منون