المناجاة
إن وجهًا رأيته ليلة السبـ
ـت رماني بحبِّه وتولى
عجبٌ كيف يرتضي البعد عنا
من عبدنا في حسنه الله جلا
هل حباك الإله بالحسن إلا
لنرى فيك آيَهُ تتجلى
أنت أفسدتني وعلمتني الحـ
ـبَّ فهلا أصلحت منيَ هلا
نظرةٌ منك لو رحمت تعيد الـ
ـرُّوح فينا كالروض جيد وطلا
مالنا غير ذلك الصد مأوى
أو معاذ وجلَّ ذاك وقلا
لم أكن أحسب الزمان يريني
موضعًا لست فيه جنبيَ حِلَّا
أجدرُ الناس بانعطاف وأولى
أنت إن تُتبع القطيعة وصلا
بَعُدَ العهد غير ذكرى ليالٍ
قد تقضَّت وما شفت لي غلَّا
وقفةُ العيش بغيتي غير أني
أجد الدهرَ ما يثقِّل رجلا
ليت شعري ما حجة الزمن الجا
ئر أم كيف عذره حين زلا
ثقلتْ وطأة البعاد على كا
هل صبري وآذنت أن تظلا
أتأنَّاك كي ترقَّ وما تز
داد إلا على المؤمل بخلا
كان خيرًا من السهاد رقادي
في حمى ظلِّك الوريف وأحلى
غير أني في الحب أقنع بالذكـ
ـر إذا ما الحبيب لم يكُ سهلا
إن لي مهجةً يصدِّعها الشو
قُ وما إن أخال إلا مبلَّا
لمْ تلمني أني هويتك لكن
لمتَ أني رعيتُ عهدًا وإلَّا
لست تأبى عليَّ حبَّيك لكن
أنت تأبى الحفاظَ ظلمًا ودلَّا
بأبي أنت مغضبًا ولعمري
ما أقلَّ الفداء مني وأغلى
لكم الدلُّ والتجنِّي علينا
وعلينا الحفاظُ أحسنت أم لا
•••
ليت شعري متى تشق بنا النيـ
ـلَ جوارٍ ويا عسى ولعلَّا
محْقبًا خمرةً لنطرب كالبحـ
ـر وتغدو لصحبة البحر أهلا
أي شيء ألهاك عن مركب النيـ
ـل وقد كنت لا تني عنه قبلا
ما برحنا نرجو قدومك حتى
قد مللنا خلف الرجاء وملَّا
إن لي مجلسًا على النيل فيَّا
حًا فألا وافيتني فيه ألا
متعة العين من ملاحة مرأًى
ومنى النفس من صباحة مجلى
حيث لا نرهب الزمان ولا نر
قب سحًّا من الملام ووبلا
وهي الراح لا نشعشع منها
وعليَّ الإكثار نهلًا وعلَّا
نقطع الليل في احتساء شرابٍ
ليس أنفى للهمِّ منه وأجلى
بين أقداحنا حديثٌ هو السحـ
ـر يناجيك فيه قلب تملَّى
ليس تستعذب المدامة إلا
بنديمٍ أرقَّ منها وأحلى
صاحبٌ مؤنسٌ وكأسٌ دهاق
ذاك حسبي لو يجمل الدهر فعلا
هل أرى نجحَ ما وعدنَ ظنوني
أم ترى باعها يعود أشلَّا
لستُ بالملحِف الملحِّ ولا بالـ
ـطامع العين إن وهبت الأقلا
إن تجودوا سحبتُ ذيلًا رَفلَّا
أو تضنوا فلستُ أعدم خلَّا