الشاعر
يرى من ستور الغيب حتى كأنما
يطالع في سفر جليل المراقم
له خاطر يقظان لي بنائم
يجيش بأصداف اللآلي الكرائم
صقيل كخد الصبح سمح كنوره
نقي كصوب العارض المتراكم
وروح كأن الكون من فرط رُحبها
بها قطرة في زاخر متلاطم
ولحظ كأن البرق ريش سهامه
يضيء حواشي كل أغبر قاتم
ولفظ كضوء الشمس في مثل سيرها
يسح بفيض العقل سح الغمائم
كأن رياضًا في مثاني حروفه
أرجن بأنفاس الثغور البواسم
يحمل خفاق النسيم حديثه
ويركبه ظهر الرياح الهواجم
فتجريه في أفواف كل خميلة
وتنشده بين الرُّبَى والمخارم
وتلقيه أنداء على الزهر سحرة
وتوحيه سجعًا في صدور الحمائم
وترسله في الجو صرخة آيس
يجاوبها قصف الرعود الغواشم
وتطلعه فجرًا على الناس واضحًا
يريهم سبيل الحق بادي المعالم
وما الشعر إلا صرخة طال حبسها
يرن صداها في القلوب الكواتم
يرقرق أنداء العزاء على الأسى
ويضرم طورًا خامدات العزائم
•••
فيا روضة الحب التي طلها ندى
الجمال ووشاها بنور المباسم
دعيني أنشق في ظلالك عرفه
فإن حياتي ملؤه للخياشم
وإن شفائي عبرة لو هرقتها
ولكن جفني كالبطون العقائم
فإن لم «يغثنِ» الله فيك بسجعة
شقيت بجمات العيون الظوالم
وفي الشعر للمفئُود سلوى وإنه
ليغنيه عن صوب الدموع السواجم