وحشة الحياة
تلاقيتُ والدنيا لقاءً لفرقة
وبالرغم من أنفي اللقا والتفرُّقُ
وعُرِّيتُ من أهلي صبيًّا فلم أذق
حنان أب يُرعي عليَّ ويشفق
فما مصعد في شاهقات من الذرى
بأكثر مني وحشة وهو مُعنق
فصادقتُ نفسي في الحياة كما خلا
بمزماره راعٍ أملَّته أينق
أوازن بين الخير والشر تارة
وهيهات! أعياني بظني التعلق
وما بيَ من ذل ولا عجرفية
ولا أنا أخشى كيف كنت وأفرق
وإني لأدري أن للعمر نهجه
وأن حياة المرء ثوب سيخلق
ولو أنني خُيِّرت ما اخترت لبسه
ولا شاقني تحبيره والتنوُّق
ولو أن نفسي خُيِّرت في طلابها
لكان لها فوق الحياة مُحَلق
وما أزدري أبناء آدمَ إنَّ بي
حقارتهم والند بالند ألحق